2010-05-19 03:00:00
إلغاء تعديل جاكسون-فانيك: نظرة إلى تأثيراته المحتملة على الجريمة المنظمة الروسية في الولايات المتحدة
تاريخ تعديل جاكسون-فانيك
تأسس تعديل جاكسون-فانيك في عام 1974 خلال فترة الحرب الباردة، كتدبير عقابي ضد الدول الاشتراكية التي تقيّد هجرة اليهود. أتاح التعديل لليهود السوفيت فرصة طلب اللجوء إلى الولايات المتحدة، مما أسهم في تدفق كبير للمهاجرين من الاتحاد السوفيتي. حتى عام 1980، هاجر نحو 90 ألف يهودي من الاتحاد، لكن التعديل لم يقتصر فقط على هؤلاء؛ فقد استغل أيضًا من قبل غير اليهود عن طريق تقديم وثائق مزيفة تثبت أصولهم اليهودية.
انعكاسات تعديل جاكسون-فانيك على المجتمع الأمريكي
زيادة هجرة الروس أدى إلى ظهور منظمات إجرامية ناطقة بالروسية في الولايات المتحدة. شهدت سلطات إنفاذ القانون اتساع النشاط الإجرامي، حيث ارتكب المهاجرون الروس جرائم تتراوح بين السرقات البسيطة وجرائم أكثر تعقيدًا مثل الاحتيال الضريبي وتجارة المخدرات. ومع تزايد الجالية الروسية، واجه مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) تحديات متزايدة تتعلق بجرائم العنف والاحتيال.
التحولات في السياسة الأمريكية
حاليًا، تسعى إدارة الرئيس باراك أوباما إلى إلغاء تعديل جاكسون-فانيك، مع إبداء الوزراء الأمريكيين تفاؤلهم بأن هذه الخطوة ستعيد العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا إلى طبيعتها. يعتقد البعض أن الإلغاء قد يفتح المجال أمام روسيا للانضمام إلى منظمة التجارة العالمية ويقضي على فترة هجرة واسعة النطاق غير مشروطة من الدول السوفيتية السابقة.
الجرائم المنظمة: الحقائق والأرقام
بينما تسجل السلطات أن معظم الجرائم التي ارتكبها المهاجرون الروس هي جرائم صغيرة، إلا أن هناك دلائل قوية على تواجد منظمات جريمة منظمة أكثر تعقيدًا. كان هناك تحقيقات توثّق أنشطة مثل التهريب والاحتيال على أنظمة التأمين، حيث حققت هذه المنظمات أرباحًا ضخمة. أبرز الجرائم كانت متعلقة بمضاربات البنزين التي أدت إلى خسائر مالية هائلة للولايات المتحدة.
بناء وحدات لمكافحة الجريمة المنظمة
في عام 1983، تم تأسيس وحدة في نيويورك لمكافحة الجريمة المنظمة الروسية. ومع ذلك، لم يكن هناك اهتمام كافٍ من قبل السلطات بمتابعة التحقيقات، وهو ما أدى إلى تفشي النشاط الإجرامي. فقدت الوحدة فعاليتها بعد سبع سنوات، مما ساهم في تفشي الجرائم بين المهاجرين الروس دون رادع.
احتيال البطاقات الائتمانية وتجارة المخدرات
أصبحت منظمات الجريمة الروسية معروفة بخبراتها في الاحتيال على بطاقات الائتمان، حيث حققت أرباحًا تتجاوز 500 ألف دولار شهريًا في التسعينيات. بالإضافة إلى ذلك، دارت العديد من قضايا المخدرات التي نفذتها مجموعات روسية بالتعاون مع عصابات إجرامية أمريكية مثل كوزا نوسטרה، مما أدى إلى ضبط كميات كبيرة من المواد المخدرة مثل الهيروين والكوكايين.
آثار الإلغاء على الجريمة المنظمة
إن إلغاء تعديل جاكسون-فانيك لا يعني انتهاء الجريمة المنظمة الروسية في الولايات المتحدة، لكن من المؤكد أنه سيساهم في تقليل تدفق المهاجرين الجدد. هذا قد يؤدي إلى انخفاض حاد في إمدادات العناصر الجديدة في الشبكات الإجرامية، مما قد يضع ضغوطًا على المنظمات القائمة ويزيد من صعوبة الحفاظ على أنشطتها.
التأثير على المجتمعات الروسية في أمريكا
الحياة في مجتمعات مثل برايتون بيتش، التي تعتبر مركزًا للثقافة الروسية، قد تتأثر بشكل كبير بعد الإلغاء. إذا تراجع عدد المهاجرين الجدد، فإن ذلك سيشكل تحديًا للتقاليد الثقافية ويؤدي إلى انخفاض الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بالجرائم المحلية. تنظر السلطات إلى هذا الوضع كفرصة لتحسين الصورة العامة للجالية الروسية في أمريكا والتخفيف من آثار الانحرافات السلبية.
