أستراليا

حجة توني أبوت حول الديمقراطية الأسترالية ذات نية ترامبية وتعتمد على نصف الحقائق | مارسيا لانغتون

2025-10-20 00:43:00

### وجهتان لتوني أبوت: بين الديمقراطية والحقائق المشوشة

تعتبر شخصية توني أبوت مثار جدل كبير في عالم السياسة الأسترالية. فبينما يُعرف بأنه مؤلف كتاب “أستراليا، تاريخ: كيف أصبحت أرض قديمة ديمقراطية متقدمة”، يُعرف أيضاً بخطابه في مؤتمر “التحرك من أجل المحافظة” في هنغاريا، حيث أثنى على فيكتور أوربان، الذي يواجه اتهامات بتقويض الديمقراطية في بلده. السؤال المطروح هنا: ما الذي يسعى إليه أبوت من خلال دعمه لأفكار تضرب بجذورها في الخطاب ترامبوي؟

### خطاب ترامبّي: أفق ديمقراطي أم فوضى؟

في المؤتمر نفسه، تطرق أبوت إلى نجاحات ترامب الأول و”بريكست”، محذراً من ضرورة نجاح “ترامب الثاني” في مواجهة المشاريع الأخلاقية الجوفاء. ومن الواضح أن خطاب ترامب يهدف إلى إحداث تفكيك متعمد للديمقراطية في الولايات المتحدة. تظهر من خلال هذه التصريحات تساؤلات حول الإفتراضات التيناقش أبوت نجاحها في المستقبل.

### شبح القومية المسيحية البيضاء

الدافع وراء أفكار أبوت يمكن تلخيصه بالقومية المسيحية البيضاء، ولكن بصيغة كاثوليكية غريبة تروج لفئة معينة من المهاجرين، خصوصاً أولئك البريطانيين. لقد كان أبوت من أتباع بوب سانتاماريا، الذي قاد الحركة الكاثوليكية التقليدية المناهضة للشيوعية في أستراليا. وقد أسس حزب العمال الديمقراطي، الذي أبعد حزب العمال الأسترالي عن الحكم حتى عام 1972.

### انقسام التاريخ: بين الحقائق والآراء

يشيد المؤرخ فرانك بونجورنو بكتاب أبوت على أنه إنجاز كبير في توثيق تاريخ أستراليا. ومع ذلك، فإن إشارته لمصطلح “زراعة النيران” تُنسب بشكل غير دقيق إلى تيم فلانري، بدلًا من المؤرخ غيفري بليني. يعكس ذلك مدى الخلط بين المعرفة التاريخية والآراء الشخصية في سرد الحقائق.

### تاريخ مختلط: قصص متناقضة حول الهجرة

يقدم أبوت رواية تاريخية حول أستراليا باعتبارها “أكثر الدول نجاحًا في الهجرة”، لكنه يغفل الإشارة إلى من هم هؤلاء المهاجرون الذين يتحدث عنهم، ويختار التركيز على جذور بريطانية، مما يعكس مسعى لخلق صورة وطنية مفرطة في التحبيذ. يعد السرد هنا دليلاً على توظيف الحقائق لدعم روايات فكرية معينة، تتناغم مع الأطر التي تروج لها التيارات اليمينية.

  من يجب أن أصوت له؟ ما هي السياسات الرئيسية للأحزاب في الانتخابات الأسترالية؟ | الانتخابات الأسترالية 2025

### شعبية الهجرة وتحريف الحقائق

تتجلى نقاط الضعف في ترويج أبوت للهجرة من خلال البيانات التي يوردها من استطلاعات الرأي التي تدعم تحذيراته حول السلامة الثقافية. ومع ذلك، تظل هذه الإحصائيات عرضة للتفسير والتلاعب بعد أن تبين أن العديد من الأستراليين يدعمون سياسة هجرة غير عنصرية. يعكس ذلك الازدواجية في خطاب أبوت، حيث يسعى لإرضاء جمهور معين، بينما يغيب الحقائق الموضوعية.

### تجاوز الحدود: من المناقشات إلى الاحتجاجات

تظهر الاحتجاجات الأخيرة، مثل مسيرة “علم أستراليا”، كدليل على التقسيم العميق في الآراء حول الهوية الأسترالية والهجرة. يتضح من خلال هذه الفعالية التوترات بين القوميين والمناصرين لسياسات غير عنصرية، مما يشير إلى جدل أكبر حول القيم الأساسية لأستراليا.

### حقائق متناقضة: في ظل رواية مكشوفة

تستند الرواية التي يقدمها أبوت إلى تبريرات مشوشة حول الدين ودور الهوية الوطنية، حيث يُعيد صياغة “الترحيب بالبلاد” ليجعله طقساً مُقسمًا وغير وطني. هذه الصورة المتحيزة ليست فقط مغلوطة، بل توفر أيضًا إطارًا يشجع على الانقسام.

### التشكيك في المنطلقات: أصوات خفية في المخاطر

ويجد أبوت نفسه في مواجهة انتقادات تتعلق بالتضارب في آرائه حول الهوية والانتماء، حيث يشير إلى علمين ولكن دون أن يقدم صورة شاملة لما تمثله هذه الرموز. إن أغلب القضايا التي يثيرها تعد محاولات لفهم التحولات السياسية، ولكن لا تندرج تحت مظلة الحقائق التاريخية الواضحة.

### تجسيد النزاعات: البحث عن الهوية الحقيقية

يطرح أبوت مفاهيم حول الانتماء في المجتمع الأسترالي، لكن يبدو أن هذه المفاهيم تفتقر إلى الفهم العميق للتاريخ الأسترالي المعاصر. يبرز شعور بأن أبواب الحوار تراوح مكانها، إذ تتجاهل الحقائق التاريخية ما يحتاجه الخطاب العام حول الهوية الوطنية.