2025-10-20 00:30:00
تراجع هجرة البريطانيين إلى هولندا بعد بريكست
في السنوات الأخيرة، شهدت هولندا انخفاضًا ملحوظًا في عدد المهاجرين البريطانيين. فقد انتقل حوالي 3,0 آلاف شخص من المملكة المتحدة إلى هولندا في عام 2024، وهو رقم يقل بشكل كبير عن 6,5 آلاف مهاجر تم تسجيلهم في عام 2019. الوضع الحالي يتسم بانخفاض كذلك في عدد البريطانيين الذين يعودون إلى وطنهم من هولندا، حيث وصل العدد إلى 2,2 آلاف في 2024، ويعد هذا الرقم أقل بما يقارب الألف مقارنةً بعام 2019.
دوافع تغير نمط الهجرة
تتعدد الأسباب وراء هذا التراجع في الهجرة. يمكن اعتبار آثار بريكست أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على اختيارات الأفراد. فقد أدى الخروج من الاتحاد الأوروبي إلى تغييرات في حقوق المواطنين البريطانيين في دول الاتحاد، مما أثر سلبًا على الإقبال على الهجرة إلى هولندا.
علاوة على ذلك، يعكس تراجع الاستقرار المالي وزيادة تكاليف المعيشة في هولندا إشكاليات كبيرة تواجه الراغبين في الانتقال. فمع قلة فرص العمل المتاحة وارتفاع الإيجارات، فإن ذلك يدفع الكثيرين لإعادة النظر في خياراتهم.
الأثر على هجرة الهولنديين إلى المملكة المتحدة
بالمثل، زادت العراقيل أمام الهجرة من هولندا إلى المملكة المتحدة، حيث انخفض عدد الهولنديين الذين يغادرون إلى المملكة بشكل ملحوظ. ففي عام 2015، هاجر حوالي 2,3 آلاف هولندي إلى المملكة المتحدة، بينما تراجع العدد إلى بضع عشرات فقط في عام 2024. تشير الإحصاءات إلى أن هذا يمثل أدنى مستوى للهجرة في ثلاثين عامًا.
تساهم العوامل الاقتصادية والتشريعات الجديدة في جعل المملكة المتحدة أقل جذبًا للمهاجرين الهولنديين. يدرك الكثير من الناس أن متطلبات الحصول على تأشيرات العمل أو الإقامة أصبحت أكثر تعقيدًا، مما زاد من صعوبة الإقامة للأشخاص القادمين من هولندا.
الاتجاهات العالمية في الهجرة
بالنظر إلى الهجرة الدولية بوجه عام، يبدو أن هناك تراجعًا كبيرًا في حركة المهاجرين من دول أخرى إلى هولندا من المملكة المتحدة. في عام 2019، كانت هناك حركة كبيرة لمهاجرين غير بريطانيين من المملكة المتحدة إلى هولندا قدرت بحوالي 6 آلاف شخص، بينما تراجعت الأرقام بشكل ملحوظ لتصل إلى 3 آلاف في عام 2024. يمثل هذا تقليصًا كبيرًا، مما يعني أن الفئات المهاجرة الرئيسية مثل البولنديين والهنود والصوماليين لا يزالوا يمثلون الجزء الأكبر من المهاجرين إلى هولندا، رغم أن الأعداد تقلصت.
توجهات جديدة للمهاجرين من دول أخرى نحو المملكة المتحدة
بينما يتناقص عدد المهاجرين الأوروبيين، برزت اتجاهات جديدة بالنسبة لمهاجري دول خارج الاتحاد الأوروبي. في عام 2024، استقر حوالي 766 ألف شخص من خارج الاتحاد الأوروبي في المملكة المتحدة، لكن القضايا المتعلقة بتأشيرات العمل والمعيشة تزعزع الاستقرار في أواخر السنوات القليلة الماضية. أدى ذلك إلى فقدان عدد كبير من الأشخاص غير الأوروبيين المهاجرين من المملكة، وهو ما تسعى الحكومة البريطانية لمواجهته من خلال سياسات هجرة جديدة.
بالتالي، يمثل الوضع الحالي انعكاسًا لمجموعة معقدة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تؤثر بشكل متبادل على أنماط الهجرة من المملكة المتحدة إلى هولندا والعكس. يتضح أن التغيرات الكبيرة في الهجرة الحالية تستند إلى مجموعة من التحديات التي تواجه المهاجرين من جميع أنحاء العالم.
