2025-10-18 12:25:00
طلب دول أوروبية لإعادة الأفغان: لماذا الآن؟
تسعى عشرون دولة أوروبية، بما في ذلك تسعة عشر من أعضاء الاتحاد الأوروبي والنرويج، إلى إحياء قضية إعادة الأفغان إلى بلدهم، حتى وإن كان ذلك بالوسائل القسرية. هذا الطلب يثير تساؤلات عديدة حول دوافعه وتبعاته السياسية والإنسانية.
الدوافع وراء الإعادة القسرية
بحسب المسؤولين، يعتبرون أن إعادة الأفغان الذين يعيشون بشكل غير قانوني في أوروبا أمر ضروري، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يُعتقد أنهم يمثلون تهديدًا للأمن. عدد من الحكومات عبرت عن قلقها من أن عدم القدرة على إعادة هؤلاء الأفغان، الذين قد يكونون من المجرمين أو الذين تم إدانتهم، قد يؤدي إلى زعزعة الثقة في سياسات اللجوء الأوروبية.
الرسالة إلى المفوضية الأوروبية
في رسالة بعثت إلى المفوض الأوروبي المعني بشؤون الهجرة، تم التأكيد على الحاجة إلى فتح نقاشات مع طالبان حول عودة الأفغان، وذلك بهدف تنظيم هذه العمليات بطريقة قانونية ومنظمة. يعتبر هذا التحرك ضمن محاولات تعزيز سياسة اللجوء الأوروبية وتوفير أمان أكبر للشعوب الأوروبية.
دور الألمان في تعزيز هذه المبادرة
ألمانيا تأخذ زمام المبادرة في هذا السياق، حيث قامت مؤخرًا باتخاذ خطوات ملموسة بإرسال رحلات جوية لتسهيل إعادة الأفغان. هذا التصرف يعكس رغبة برلين في العمل على إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالهجرة، وهو ما يُعتبر إشارات لدول أخرى في الاتحاد الأوروبي.
موقف المفوضية العليا للأمم المتحدة للاجئين
على الرغم من الضغوط السياسية، يظل موقف الأمم المتحدة ثابتًا في الدعوة إلى عدم إعادة الأفغان بسبب الأوضاع الإنسانية الصعبة التي تعيشها البلاد. فقد أكدت تقارير الأمم المتحدة على أن هناك انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان تدور في أفغانستان، مما يجعل العودة خطرًا على العديد من الأشخاص.
النقاشات السياسية داخل أوروبا
تتوالى النقاشات بين الدول الأوروبية المعنية حول فعالية هذه السياسة، حيث تنقسم الآراء بين مؤيد ومعارض. بعض الدول تعتقد أن من الأهمية بمكان مواجهة هذه التحديات بشكل جماعي، بينما تعبر دول أخرى عن قلقها من نتائج هذه الإجراءات على مستوى العلاقات الدولية وأثرها على العلاقات مع حكومة طالبان.
الأبعاد الإنسانية لهذه السياسة
فرض عمليات إعادة القسرية يشدد على الحاجة إلى مقاربات أكثر إنسانية لفهم تجربة المهاجرين، بالإضافة إلى أهمية ضمان عدم تعرضهم لمخاطر عند عودتهم. الشواغل بشأن حقوق الإنسان والمخاطر المحتملة تظل محورية في هذه المناقشات.
ختامًا، الوضع المعقد في أفغانستان
تظل الأوضاع في أفغانستان معقدة، والعودة القسرية للمهاجرين تمثل تحديًا كبيرًا لأوروبا. يجب أن تكون السياسات المعتمدة مدروسة بشكل جيد، تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الإنسانية والأمنية على حد سواء، لضمان تحقيق الأمان للجانب الأوروبي، وكذلك حماية حقوق المهاجرين الأفغان.
