2023-02-01 03:00:00
التداعيات الاقتصادية على دول آسيا الوسطى نتيجة النزاع في أوكرانيا
في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، شهدت دول آسيا الوسطى، وخاصة طاجيكستان، قيرغيزستان، وأوزبكستان، تغيرات جذرية في أنماط الهجرة والاعتماد الاقتصادي. على الرغم من التحديات المتمثلة في التهديدات من موجات التعبئة العسكرية، اتجه العديد من المواطنين في هذه الدول للحصول على الجنسية الروسية، مما يعكس مدى التوترات السياسية والاجتماعية والوقع الاقتصادي في المنطقة.
تزايد الطلب على الجنسية الروسية
وفقا لتقارير وزارة الداخلية الروسية، حصل حوالي 174,000 شخص من طاجيكستان على الجنسية الروسية في 2022، مما يمثل زيادة بنسبة 67% مقارنة بالعام السابق. بينما حصل 23,000 قيرغيزي على جوازات سفرهم و23,000 أوزبكي كذلك، رغم أن عدد الأوزبكيين انخفض بنسبة 14.5% عن السنة السابقة. يعكس هذا الارتفاع في الطلب على الجنسية الروسية الإحباط الاقتصادي والأزمات الاجتماعية التي تؤثر على هذه الدول.
التحديات الاقتصادية في منطقة آسيا الوسطى
تعد طاجيكستان، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، واحدة من أفقر الدول في منطقة ما بعد الاتحاد السوفيتي، حيث يعاني حوالي 30% من سكانها من نقص في الغذاء. تدرك قيرغيزستان أن الوضع ليس أفضل بكثير، حيث تسجل هي الأخرى معدلات فقر مرتفعة. ومع ذلك، أظهر اقتصاد أوزبكستان، الذي يعد الأكثر سكانًا في المنطقة، تراجعًا في الاهتمام بالحصول على الجنسية الروسية.
التأثيرات المحتملة للتجنيد العسكري
مع بداية التجنيد الإجباري في روسيا، بدأت الأخبار تنتشر عن اختفاء مهاجرين قادمين من آسيا الوسطى، وبدا أن بعضهم يتم تجنيدهم بطرق مختلفة للقتال في أوكرانيا. تشير تقارير المنظمات الحقوقية إلى تزايد الانتهاكات بحق المواطنين الأجانب، حيث تم الإغراء بالبعض من خلال الوعود بالرواتب المرتفعة والتجنيس. ومع ذلك، عانى كثيرون من التهديدات التي جعلتهم في وضع قانوني صعب.
عودة الهجرة إلى مستويات ما قبل الجائحة
سبق وأثرت جائحة كورونا بشكل كبير على حركة الهجرة، إذ انخفضت بنسبة 72% في عام 2020. ومع عودة فتح الحدود في منتصف 2022، شهدت حركة المهاجرين من آسيا الوسطى إلى روسيا انتعاشًا، إذ تجاوزت الأعداد مستويات ما قبل الجائحة لأول مرة، وهو ما يعكس الحاجة الماسة إلى فرص العمل والاكتفاء المالي في بلدانهم الأم.
التحويلات المالية وتأثيرها على الاقتصاد
تمثل تحويلات المغتربين جزءًا كبيرًا من الناتج المحلي الإجمالي في سكان آسيا الوسطى. على سبيل المثال، يعتمد الناتج المحلي الإجمالي لقيرغيزستان بشكل كبير على التحويلات من الخارج، حيث شكلت أكثر من 31% في عام 2022. وزادت التحويلات من روسيا بشكل كبير، مما أسهم في انتعاش اقتصادي نسبي على الرغم من الأزمات العالمية.
استجابة الحكومات والآفاق المستقبلية
تحاول حكومات دول آسيا الوسطى تنويع أسواق العمل بعيدًا عن روسيا، لكن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة. لا تزال القوانين والقيود المفروضة على الهجرة والعمل في الدول الأخرى تعرقل دخول العمالة بشكل مريح. وبالتالي، تستمر روسيا في كونها الوجهة الرئيسية للمهاجرين، بالرغم من المخاطر المرتبطة بالتجنيد العسكري.
استنتاجات الهجرة اللاحقة للنزاع
في خضم التغيرات الناتجة عن الحرب في أوكرانيا وأزمة الطاقة، يبدو أن الهجرة من آسيا الوسطى إلى روسيا ستظل مستمرة في ضوء وجود قضايا اقتصادية معقدة وعدم توفر بدائل كافية في أسواق العمل الأخرى. وتعد هذه الحدثات جرس إنذار لتلك الدول حول ضرورة تطوير اقتصاداتهم وزيادة فرص العمل لضمان استدامة التنمية الاقتصادية في المستقبل.
