2019-04-10 03:00:00
تراجع أعداد المهاجرين من مولدوفا إلى روسيا
شهدت السنوات الأخيرة تحولًا ملحوظًا في اتجاهات الهجرة من مولدوفا، حيث أظهرت التقارير أن عدد المواطنين المولدافيين الذين يغادرون إلى روسيا بغرض الإقامة الدائمة تراجع بشكل كبير. وفقًا لدراسة أجراها معهد التحليل الاجتماعي والتنمية في الأكاديمية الروسية الوطنية للاقتصاد والإدارة العامة، فإن عدد المهاجرين الذين انتقلوا إلى روسيا في عام 2018 بلغ حوالي 7700 شخص، مما يعكس انخفاضًا بنسبة 20% مقارنة بالعام السابق.
أرقام تكشف عن خفض مستمر في الهجرة
يشير تحليل البيانات الإحصائية إلى أن عام 2018 قد سجل أدنى مستوى للهجرة إلى روسيا منذ تفكك الاتحاد السوفيتي. الأزدياد في عدد المغادرين لم يعد كافيًا لتعويض الفجوة الناتجة عن الانخفاض السكاني، مما يعكس عملية تدني مستمرة في أعداد المهاجرين.
تقلص كبير في عدد العمال المؤقتين
أظهرت الأبحاث أن عدد العمال المولدافيين المؤقتين في روسيا قد شهد أيضًا انخفاضًا كبيرًا. حيث انخفض العدد من 560000 شخص في بداية عام 2015 إلى 340000 شخص في الوقت الحالي، مما يعكس تراجعًا بنسبة تقارب 40%. تعتبر هذه النسبة الأعلى من نوعها بين جميع دول المجتمع السوفيتي السابق.
مقارنة مع دول أخرى
شهدت دول ما بعد الاتحاد السوفيتي الأخرى أيضًا تغييرات في اعداد المهاجرين، ولكن بوتيرة أبطأ. بينما تجارب هجرة المواطنين الأرمينيين والأوكرانيين شهدت هبوطًا أقل حدة، نجد أن بعض الدول مثل أوزبكستان وطاجيكستان شهدت زيادة في أعداد المهاجرين، رغم أن هذه الأرقام لا تعود إلى مستوياتها لما قبل عام 2014. على سبيل المثال، ارتفعت نسبة المهاجرين من قيرغيزستان بنحو 30%.
توجهات جديدة للمهاجرين
يعتبر الخبراء الروس أن العديد من المهاجرين من مولدوفا وأوكرانيا قد بدؤوا في إعادة توجيه اتجاهاتهم إلى دول أخرى للعمل، مما ساهم في تخفيض أعدادهم في روسيا.
إحصائيات حول الأجانب في روسيا
في أوائل عام 2019، كان هناك حوالي 9.2 مليون أجنبي في روسيا، من بينهم 8.1 مليون قادمين من دول رابطة الدول المستقلة. ومن بين هؤلاء، كان حوالي 3.9 مليون شخص فقط قد جاءوا للعمل، حيث تشكل نسبة العمالة الوافدة من دول الرابطة 97% من مجمل المهاجرين.
تأثير الهجرة على الاقتصاد والتنمية
يظهر تقرير صندوق النقد الدولي أن مولدوفا تعد واحدة من أكبر المصدرين للموارد البشرية إلى روسيا ودول الاتحاد الأوروبي، حيث كانت الجالية المولدافية تُشكل حوالي 14% من إجمالي سكان مولدوفا قبل عدة سنوات. على الرغم من ذلك، لوحظ أن الهجرة كانت لها آثار سلبية على البلدان الأصلية، حيث أدت إلى تفاقم الانخفاض السكاني فيها بالإضافة إلى عرقلة نمو الاقتصاد وتحقيق المساواة في الدخل مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى.
الهجرة كمسبب للفساد
توصل صندوق النقد الدولي إلى أن ظاهرة الهجرة تعتبر من العوامل التي تعزز من انتشار الفساد في السياسات بالعديد من الدول بما فيها مولدوفا. هذه الديناميات توضح بشكل جلي العلاقة بين الهجرة وتحديات التنمية الداخلية والأوضاع الاقتصادية.
