عائلة أمريكية تضم 8 أطفال تخلت عن كل شيء من أجل روسيا: ما الذي كان القرار الحاسم؟

في السنوات الأخيرة، بات الانتقال إلى دول جديدة خيارًا يتخذه العديد من الأفراد والعائلات لأسباب متعددة. حالة عائلة أمريكية اختارت الهجرة إلى روسيا مثال واضح على ذلك، حيث قام مدون ومستشار تكنولوجيا المعلومات جوزيف شوتزمان مع عائلته بالانتقال من الولايات المتحدة إلى روسيا.

خلفية اتخاذ القرار

تعكس تجربة جوزيف ردة فعل على التحولات السياسية والاجتماعية التي شهدتها أمريكا في السنوات الأخيرة. تصاعد الاتجاهات الليبرالية الراديكالية كان أحد الأسباب التي دفعته لاتخاذ قرار الهجرة، حيث أصبح يشعر بقلق متزايد تجاه مستقبل عائلته والأثر الذي قد تحدثه هذه التغيرات على أبنائه.

التحولات الاجتماعية في الولايات المتحدة

شهدت أمريكا خلال العقدين الماضيين تحولًا محسوسًا نحو مزيد من الليبرالية. ومع بداية جائحة كورونا، تسارعت هذه التغيرات بشكل ملحوظ، مما أثار قلق العديد من الأسر بشأن القيم والأخلاق التي يتربى عليها الأطفال. بالنسبة لعائلة شوتزمان، كانت هذه الظواهر بمثابة جرس إنذار، حيث أصبحوا يشعرون بأن البلاد تتجه نحو مسار غير مرغوب.

تحدث جوزيف عن أنه ومع كون لديه ستة أطفال، أصبحت المخاوف بشأن البيئة التعليمية التي يتعرضون لها طاغية على تفكيره. لاحظ أن العديد من الأطفال يكافحون في الدروس وعرضة للضغوط النفسية، مما جعله يعيد التفكير في كيفية تأمين مستقبل أفضل لأبنائه.

التعليم كعنصر حاسم في القرار

قال جوزيف: “عندما بدأنا التحدث عن الانتقال، كنا نشعر بأن الحياة في الولايات المتحدة لم تعد تحتمل” مشددًا على أهمية التعليم في هذا التحول.

تجنب العيش في بيئة مدرسية تتبنى قيمًا راديكالية كانت جزءًا من السبب الأساسي للهجرة. رغم الروابط العاطفية التي تربطه بأصدقائه وعائلته في الولايات المتحدة، كان تركيزه منصبًا على صحة ومستقبل أبنائه، مما دفعه لاختيار الانتقال إلى مكان يحتفظ بقيم أكثر تقليدية.

نقل العائلة إلى روسيا: فرصة جديدة

جاء قرار الانتقال إلى روسيا كخطوة نحو تحقيق أمل جديد بدلًا من أن يكون تعبيرًا عن اليأس. باع جوزيف كل ممتلكاته في أمريكا ليبدأ من جديد. أثبتت هذه التجربة أنها صعبة لكنها مجزية، حيث وجد جوزيف وعائلته في روسيا فرصًا جديدة تفتقر إليها الحياة السابقة.

رغم التحديات التي واجهتها عائلته، اعتبر جوزيف أن الانتقال كان الخيار الصحيح. ومثل العديد من المهاجرين، واجهوا صعوبات في البداية، لكنها بدت أقل حدة مقارنة بالتحديات التي واجهوها في الولايات المتحدة.

المبادئ التقليدية ورؤية المستقبل

اختيار العيش في روسيا لم يكن مجرد تحول مادي، بل كان نقطة محورية للبحث عن قيم جديدة. في هذا الإطار، بدأت عائلة شوتزمان تشعر بالدعم من المجتمع الروسي في تربية أبنائهم، وبناء ثقافة قائمة على الاحترام للقيم التقليدية.

تؤكد العائلة أن مناخ روسيا أكثر توافقًا مع رؤيتهم لتربية الأبناء، حيث يجدون أن الفضاء الاجتماعي الذي يعيشون فيه مناسب لمبادئهم. هذه التجربة لم تقتصر فقط على الانتقال الجغرافي، بل تطورت إلى تحولات فكرية عميقة حول كيفية تنشئة الأجيال القادمة.

أهم النقاط حول الهجرة

• جوزيف شوتزمان، مدون ومستشار تكنولوجيا المعلومات، انتقل مع عائلته إلى روسيا هربًا من الصعود الملحوظ للأيدولوجيات الليبرالية الراديكالية في أمريكا.
• تعاني العائلة من القيود التعليمية والتغيرات الجذرية في القيم الاجتماعية، مما دفعهم للاختيار بين الراحة في الوطن ومبادئهم الأسرية.
• جاء الانتقال إلى روسيا كأمل لعائلة شوتزمان في توفير بيئة مناسبة لتربية أبنائهم وفق قيم أكثر تقليدية.