السويد

عُذر غير مستدام ضد هجرة العمالة

2018-06-17 03:00:00

مقدمة

تعتبر سياسة الهجرة للعمل في السويد نموذجًا خاصًا، حيث تتيح الشركات استقطاب العمالة من دول خارج الاتحاد الأوروبي بناءً على الحاجة الفعلية دون قيود حكومية صارمة. من خلال هذا النظام، حصل آلاف الأفراد من دول ثالثة على فرص في السويد وقدموا مساهمات ملحوظة في الاقتصاد المحلي. ومع ذلك، تطرح الأحزاب السياسية، مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، انتقادات لجوانب معينة من هذه السياسة، مما يعكس تباينًا في الآراء حول مزايا وعيوب هذه السياسة.

النقطة الأولى: هل يقضي العمال القادمون من الخارج على فرص العمل للمحليين؟

تشير التحليلات إلى أن الادعاء بأن العمالة المهاجرة تأخذ وظائف السكان الأصليين لا يتلقى دعمًا علميًا كافيًا. على العكس من ذلك، تظهر الدراسات أن تدفق المهاجرين لا يؤدي إلى انخفاض في فرص العمل للمواطنين. وبدلاً من ذلك، يعزز وجودهم من ديناميكية سوق العمل، إذ إن تزايد عدد السكان من المهاجرين يعنى زيادة في الطلب على المنتجات والخدمات، ما ينشئ فرص عمل جديدة.

تتبين إحصائيات من تقارير رسمية أن نسبة كبيرة من العمالة المهاجرة تغطي وظائف في مجالات تتسم بندرة العمالة. إذ يحل هؤلاء المهاجرون محل نقص العمالة بشكل فعّال في القطاعات التي تعاني من عجز، مؤكدين على أن زيادة عدد المهاجرين لا تقود عادةً إلى تفاقم أزمة البطالة.

النقطة الثانية: هل تؤثر العمالة المهاجرة سلبًا على الأجور؟

يشير بعض النقاد إلى أن العمالة الوافدة قد تؤدي إلى تراجع مستويات الأجور. إلا أن العديد من الدراسات المالية توضح أنه، في الواقع، لا يوجد دليل قوي على أن العمالة المهاجرة تؤثر سلبًا على أجور أصحاب العمل المحليين. نظرًا لأن سياسة الهجرة تتطلب من العمالة المهاجرة أن تتلقى أجورًا تتماشى مع المعايير المحلية، فإن الضغط على الأجور نتيجة لذلك يكون ضئيلاً للغاية.

  ثلاث شركات مملوكة لنساء في السويد تحصل على منحة فيزا - تحصل على 10,000 يورو لكل منها

بعض التقارير تؤكد أنه حتى في حالات الزيادة الطارئة في عدد المهاجرين، تبقى الزيادة في العرض خارج نطاق التأثير الواضح على الأجور. لذلك، الضغط المحتمل للأجور بسبب الهجرة يعتبر أكثر ارتباطًا بشروط ومتطلبات السوق مع الاتجاه العام في سياسة الهجرة.

النقطة الثالثة: هل تمثل العمالة المهاجرة عبئًا على المالية العامة؟

يعتقد البعض أن المهاجرين يشكلون عبئًا ماليًا على النظام العام. ومع ذلك، هذا الاعتقاد ليس مدعومًا بمعلومات دقيقة. الحقيقة هي أن معظم العمالة المهاجرة الماهرة تسجل دخولًا ضمن إطار نظام التوظيف السويدي، مما يساعدهم على المساهمة بشكل ملحوظ في الإيرادات الضريبية.

بحسب إحدى الدراسات، تظهر الأرقام أن المهاجرين، بفضل مستواهم التعليمي ومهاراتهم، يسهمون بعائدات ضرائبية تفوق تكلفة الخدمات العامة التي يتلقونها. تعكس البيانات أن الدعم المالي الناتج عنهم أكثر بكثير من تكلفة المساعدات الاجتماعية المحتملة.

النقطة الرابعة: هل يتعرض المهاجرون للاستغلال في سوق العمل؟

اتُهم بعض أصحاب الأعمال باستغلال العمالة المهاجرة، وخاصة في الصناعات ذات الأجور المنخفضة. ومع ذلك، تم إحراز تقدم كبير في أساليب الرقابة والتشريعات، مما ساهم في تقليص وقوع الاستغلال. تمّ تشديد الأنظمة والشروط بشأن الهجرة العمالية، مما يضمن أن تتبع الشركات المعايير والأحكام المنصوص عليها.

من الواضح أن الإجراءات التي تم اتخاذها للحماية والتصدي للانتهاكات قد ساهمت في تصحيح العديد من المخالفات. نماذج الأعمال الآن تتطلب الشفافية والدقة في العرض والطلب، مما يُحسن الأوضاع وجعل فرص الاستغلال الأقل احتمالًا.

خاتمة

الأسئلة المتعلقة بالهجرة العمالية يجب أن تُعالج بناءً على الحقائق والأرقام بدلًا من الافتراضات المرتبكة. تعدّ الهجرة العمالية مصدر قوة للنمو الاقتصادي وتعزيز للمرونة في سوق العمل، بدلًا من كونها مصدراً للتوتر والقلق في المجتمع المحلي.

  عنوان الرسالة الجديدة يبرز أهمية المجتمع المدني في المشاركة والانتماء بعد الهجرة القسرية