فرنسا

إلى ضربة قاسية للأجانب

2025-03-19 13:31:00

تشديد شروط الحصول على المساعدات الاجتماعية للأجانب في فرنسا

قررت الجمعية العامة للسنات الفرنسي في 18 مارس إقرار قانون يفرض قيودًا صارمة على شروط الحصول على المساعدات الاجتماعية المخصصة للأجانب المقيمين بشكل قانوني في البلاد. يستند هذا التعديل إلى مبادئ اقتصادية تسعى الى التخفيف من العبء المالي المتزايد على خزينة الدولة. يسعى المشرعون، المدعومون من الحزب الجمهوري، إلى رفع فترة الإقامة المطلوبة من تسعة أشهر إلى عامين كحد أدنى للاستفادة من بعض المساعدات الاجتماعية.

مبررات التعديل وإنعكاساته المالية

أوضحت السيناتور فاليري بوييه، التي تقف وراء هذا الاقتراح، ضرورة هذه الإجراءات بسبب الوضع المالي المعقد الذي تواجهه فرنسا. وجاءت تصريحاتها مبنية على تقارير إعلامية تفيد بأن تكلفة الهجرة بلغت 75 مليار يورو، مع عجز قدره 41 مليار يورو، استنادًا إلى بيانات ميزانية عام 2023 وتقديرات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية.

المساعدات المطلوب تشديد شروطها

تستهدف هذه التعديلات تقليص الوصول إلى العديد من المساعدات الاجتماعية، بما في ذلك مساعدات الإيجار (APL)، والبدلات الأسرية، والتعويضات الشخصية للعجز (APA). وقد تم تبرير هذا التوجه بأنه يهدف إلى تجنب "تأثير الجذب" الذي قد يساهم في تشجيع موجات جديدة من الهجرة غير المضبوطة. غير أن تلك التوجهات قوبلت بمعارضة من قبل الأحزاب اليسارية التي نددت بتفشي التمييز وتقديم تفضيل وطني يعارض مبادئ التضامن الاجتماعي.

تأثيرات قانونية تلوح في الأفق

وعلى الرغم من إقرار القانون من قبل النواب في مجلس الشيوخ، إلا أن مستقبل هذا الإجراء لا يزال مشوبًا بالغموض. كان المجلس الدستوري قد أسقط اقتراحًا مشابهًا في عام 2023 بدعوى أنه يتعارض مع مبادئ المساواة. هذه المرة، كانت الخطط الجديدة محاولة لتجنب نفس المصير من خلال تقليص فترة الإقامة المطلوبة.

  ريتيلّو يستهدف فئة جديدة من الجزائريين

قيود على الفعالية

تعد فعالية هذا القرار محل تساؤل واسع، حيث تفتقر السلطات إلى بيانات دقيقة حول التأثير المالي لهذه السياسات. ويشار إلى أن صندوق المساعدات الاجتماعية (CAF) لا يقدم معلومات حول جنسية المستفيدين، مما يجعل من الصعب تقدير الأثر الفعلي للتعديلات المقترحة.

الاتفاقيات الثنائية كعائق

تتضمن العديد من الاتفاقيات الثنائية بين فرنسا ودول أخرى إعفاء بعض المواطنين الأجانب من تطبيق هذه القواعد الجديدة، مما قد يحد من فاعلية التشديدات المنصوص عليها. رغم إقرار النص بقوة في مجلس الشيوخ، يبقى أمامه عقبات قد تعطل تطبيقه في المستقبل، خصوصًا مع إمكانية الطعن عليه مجددًا أمام المجلس الدستوري.

ختام

تأتي هذه الإصلاحات في وقت عصيب، حيث يتجه النقاش العام نحو تجاهل تعزيز سياسات الهجرة التمييزية على الرغم من العدالة الاجتماعية المعترف بها. يتطلب الوضع الراهن توازنًا بين الضرورات الاقتصادية والمبادئ الأساسية للإنسانية.